{أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَآ أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ} أو تحتجوا بأن قضية الإشراك لم تكن حالةً ذاتيةً اختياريةً ،بل كانت خاضعةً للوضع الطبيعي العفويّ الذي يخضع فيه الأبناء للسير على خط الآباء ،في ما يعتقدون ويعملون ،في عملية محاكاةٍ وتقليدٍ لا يملك الإنسان معها أية إرادةٍ مضادّةٍ فاعلةٍ ،وبذلك يكون الآباء هم المسؤولون عن عملية الكفر والضلال ،فلا مسؤولية لنا في ذلك .{وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ} ،فتأثّرنا بهم بما تتأثر به كلّ ذريّةٍ بالجيل السابق .
{أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} الذين اختاروا الباطل بملء وعيهم وإرادتهم ،بينما كنا خاضعين في عملية الانتماء لأجواءٍ عاطفيةٍ ضاغطةٍ ،لا نملك إلا السقوط أمامها في التجربة الصعبة ،وكيف تهلك الذين انتموا للباطل بوحي العاطفة بسبب أفعال الذين عاشوا فيه بالإرادة والاختيار ؟