{إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ} كما هم الأنبياء الذين يرسلهم الله برسالاته ليبلّغوها للناس ،وليؤكدوا عليهم السير في خطها المستقيم ،وليراقبوا التجربة الحيّة على الطبيعة في عملية ملاحقةٍ لكل أوضاعها السلبية أو الإِيجابية ،ليشهدوا غداً أمام الله أنهم قد قامت عليهم الحجة في وصول الرسالة إليهم بكل ما فيها من مواقف الحق النازل من الله ،{كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} عندما اقتضت الحكمة الإِلهية أن يرسل موسى( ع ) إلى فرعون ليصدم جبروته وكبرياءه ،وليحطّم الحاجز الذي كان يضعه أمام الناس المستضعفين ،ليمنعهم من الانفتاح على الإيمان بالله في أفكارهم ،ومن الوعي لمواقع الحرية والعزة في حياتهم ،ليخرجوا من الظلمات إلى النور ،وليتحرّروا من سيطرة طغيانه وجبروته .
وانفتحت كل ساحات الصراع في حركة الرسالة ضد الكفر والظلم والاستكبار ...وكان التحدي الرسالي سيّد الموقف ،فوقف موسى( ع ) الموقف القويّ الذي يستمد حيويّته وقوته من قوة الإيمان بالله .