{وَتَذَرُونَ الآخرةَ} فلا تفكرون فيها تفكير المسؤولية ،ولا تواجهون الحديث عنها بالمنطق الواعي الذي يلاحق كل حديثٍ ليدرس احتمالاته لتحديد الموقف الفكري أو الواقعي منها ،ولذلك تهملون أمر الآخرة ،وتتصرفون أمام الحديث عنها تصرّف المنكر لها ،وتبتعدون عن الاستعداد لها .
وهذه هي مشكلة الكثيرين من الناس الذين أطبقت عليهم خصوصياتهم الذاتية في الدنيا ،فحاولوا أن يمنحوها صفةً فكرية على حساب الواقع المتحرك الذي يحدد مواقفهم في دائرة المصالح الشخصية .