{وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} من الذين يحملون في نفسهم نزعة العدوان ،ويعيشون في حياتهم حركة الإثم والمعصية ،ويعتبرون ذلك خطاً للحياة ،على مستوى الفكر والسلوك ،فيمنعهم ذلك من التركيز على مواجهة العقيدة بمنطق المسؤولية ،في ما هو الفكر والحوار ،فيدفعهم ذلك إلى التكذيب من دون حجّةٍ .وهذا ما توحي به الآية الكريمة:{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُواْ السُّوأى أَن كَذَّبُواْ بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ} [ الروم:10] .
وهذا ما نستوحي منه قاعدةً جديدةً في مسألة الاستقامة والانحراف ،وهي أنّ الانحراف العمليّ قد يؤدّي إلى الانحراف العقيدي ،كما يقود الانحراف العقيديّ إلى الانحراف في العمل .