{كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} يجمع أعمال الفجّار كلها ويثبتها بحيث لا يفوته شيء منها .
وربما استوحى بعض المفسرّين من المقابلة بين علّيّين التي تمثّل الدرجة الرفيعة وبين سجين ،أن هذه الكلمة تمثّل الدرجة السفلى ،فيكون التعبير بهذه الكلمة عن الكتاب باعتبار مضمونه الذي يؤدي بالإنسان إلى أقصى درجةٍ من الانحطاط في ما هي قضية المصير في الآخرة ،وهو أمر معقول ،والله العالم .
وقد نحتاج إلى التأكيد على ملاحظةٍ تعبيريةٍ ،وهي أن الآيات اعتبرت أنّ كِتَابَ الْفُجّارِ لَفِي سِجِّينٍ ،ثم ذكرت أن سجِّين كتابٌ مَّرْقُومٌ ،فكيف يكون الكتاب ظرفاً للكتاب ؟وأجاب صاحب الميزان بأنه «لا ضير في لزوم كون الكتاب ظرفاً للكتاب على هذا المعنى ،لأن ذلك من ظرفية الكل للجزء ،وهي مما لا ضير فيه ،فيكون سجّين كتاباً جامعاً فيه ما قضي على الفجار وغيرهم من مستحقيّ العذاب »[ 4] .
وإذا كنا قد احتملنا أن تكون كلمة سجّين تعبيراً عن الدرجة السفلى ،فلا إشكال إلاّ من جهة اللفظ .