وعلى ضوء هذا التّفسير ،تكون الآية: ( كتاب مرقوم ) تأكيداً للآية: ( إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين ) ،وليس تفسيراً لها ،لأن العقاب قد قرر لهم ،وهو قطعي وحتمي .
«مرقوم »: من ( رقم » على وزن ( زخم ) ،وهو الخطّ الغليظ ،ولكون هكذا خطّ من الوضوح بحيث لا إبهام فيه ،فقد استعملته الآية للإشارة إلى قطعية ما قرر لهم من مصير من غير أيِّ إبهام أو إغفال .
وعلى أيّة حال ،فلا مانع من الجمع بين التّفسيرين ،لأنّ «سجّين » حسب التّفسير الأوّل بمعنى الديوان الجامع لكلّ أعمال المسيئين ،وحسب التّفسير الثّاني بمعنى: «جهنم » أو قعرها ،فالأمران على صورة علّة ومعلول ،فإذا كانت صحيفة أعمال الإنسان السيئة في ذلك الديوان الجامع ،فإنّ مقام الديوان هو قعر جهنم .