{وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} المتمثِّل في الخضرة الممتدة في الأرض في سهلها وجبلها ،في ما يرعاه الحيوان والإنسان ،في العشب الأخضر الذي يبعث المتعة في العين وفي النفس ،وفي كل ألوان الخضرة التي تتنوّع في خصائصها الغذائية وألوانها المختلفة .وهكذا تتجلى قدرة الله في حركة الأرض الميتة الجرداء التي لا تنبض بأية حركةٍ وأيّ اهتزاز ،فإذا بالمطر يمنحها حيويّة الاهتزاز عندما يتفاعل مع تربتها ومع البذور المتناثرة على سطحها وعمقها ،فإذا بالحياة تدب فيها ،وتثير فيها كل خيرٍ وجمالٍ وروعةٍ وإبداع .ويأخذ النمو مداه التصاعدي في امتداد الأغصان ،وفي نضارة الأوراق وحيويتها ،حتى تنتهي كل طاقته في ذلك ،ويبدأ رحلة الموت من جديد ،وتأتي قدرة الله الذي أخرجه من الأرض