{لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً} فهناك تعيش الجوّ الرضيّ الهادىء الوديع الجدّي ،الذي يحمل الناس فيه مسؤولية الحفاظ على المعاني الروحية السابحة في رحاب القداسة في جنة الله التي أعدّها لتكون المجتمع الطاهر المنفتح على الخير كله ،والنفع كله ،فلا مجال فيه لأيّة كلمة لغوٍ ،سواء كان ذلك في نطاق الكلمات الصادرة عن حالة الانفعال ،في ما يمكن أن يسيء إلى الناس ،مما يجرح الذوق والكرامة ،أو كان في نطاق الكلمات الجوفاء التي لا تحمل أيّ معنًى نافعٍ أو أيّة فكرةٍ مفيدةٍ جادّةٍ ،تماماً كما هي التفاهات والنفايات ..وهكذا يعيش مجتمع الجنة روحية المضمون الحيّ المتحرك في مواقع رضى الله ،ليزدادوا مع كل كلمةٍ فكراً نافعاً وروحاً طيبةً جديدةً ..ويأتي الحديث عن النعم الحسية التي توحي بالحالة الروحية الناتجة منها ،في مقابل العذاب الحسي الذي يعانيه الكافرون في ما يوحي به من الحالة النفسية الصعبة التي تمثل عذاباً جديداً بالإضافة إلى العذاب المادي .