{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} في ما يدل عليه العلوّ من ارتفاع الدرجة وعلوّ المقام الذي يطرد عنهم كل ذكريات الواقع الطبقي الذي كان ينظر إليهم نظرة الاستعلاء ،ويعاملهم من مواقع الاستكبار ،ليضعهم في الدرجة السفلى من السلم الاجتماعي للطبقات ،فكان المستكبرون في الدرجة العليا ،وكان المستضعفون المؤمنون البائسون في الدرجة المنحطّة على مستوى الحقوق التي لا يملكون منها إلا القليل ،وعلى مستوى المسؤوليات التي تثقل حياتهم بالأعباء والتكاليف لمصلحة المستكبرين .وقد تبدّلت المواقع الآن ،ولكن لا من خلال العقدة المستحكمة التي كانت تحكم الواقع المستكبر ،بل من خلال العمل ونتائجه .