{وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} فعاش الأنانية في سجن ذاته وعزل نفسه عن الآخرين ،بحيث تعقّدت كل مشاعره الطيبة في الإحساس بآلامهم في حرمانهم من ضرورات الحياة ،فامتنع من المشاركة في حلّ المشاكل الإنسانية للفقراء والمحرومين ،ولم يكن ذلك ناشئاً من عجزه المالي ،لأنه يملك الغنى في هذا المجال .وربما أريد من قوله:{وَاسْتَغْنَى} الاستغناء عن الله في ما يأمله العباد من ثوابه ،لتمرّده على ربه ،وابتعاده عن آفاق رحمته وهداه ،