{كَلاَّ} لن ينالك بسوء ،ولن يستطيع أن يدفع عن نفسه أيّ لونٍ من ألوان العذاب .
الاقتراب من الله والسجود له
{لاَ تُطِعْهُ} في ما ينهاك عنه من الصلاة ،مهما هدّد وتوعّد ،{وَاسْجُدْ} لله وحده ،فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ؛لأن السجود هو المظهر الحيّ للخضوع لله تعالى بكل مراتبه .
{وَاقْتَرِب} لأن الاستغراق في معنى العبودية ،الذي يمثله السجود ،هو الذي يجعل العبد قريباً إلى الله وبكلّ كيانه الروحي والجسدي ،وهذا هو غاية خشية المتّقين ،وإخلاص العابدين .
وإذا كان هذا الخطاب موجّهاً إلى النبي( ص ) حسب رواية أسباب النزول ،فإنه لا يختص به ،بل يشمل كل المسلمين المؤمنين المصلين السائرين على الهدى ،الآمرين بالتقوى ،وبالتالي ،فإن عليهم أن يتمردوا على كل أنواع الضغوط التي تمارس بحقهم لحملهم على ترك صلاتهم ،أو لينحرفوا عن خطّ الهدى إلى خط الضلال ،أو ليأمروا بالمعصية ،وأن يؤكدوا هذا التمرد بالإصرار على السجود العلني لله كمظهرٍ من مظاهر الثبات على الرسالة ،وأن يعملوا على الاقتراب من الله في أفكارهم وأوضاعهم وأقوالهم وأفعالهم وعلاقاتهم في مواجهة خطة الكافرين التي تريد إبعادهم عن الله وعن كل وحيه ورسالاته .