{ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} قوله:{ألقيا} قد يشكل على طالب العلم ،لأنه قال:{وقال قرينه هذا ما لدى عتيد} وقرين مفرد ،وهنا{ألقيا} فيها ألف التثنية ،فكيف صح أن يخاطب الواحد بخطاب الاثنين ؟
اختلف المفسرون في الجواب عن هذا ،فقال بعض العلماء: ألقيا اتصل بها ضمير التثنية بناءً على تكرار الفعل ،مثل قوله: ألقي ألقي ،فالتكرار للفعل لا للفاعل .
القول الثاني: أن قوله:{وقال قرينه هذا ما لدى عتيد} إما أن يكون مفرداً مضافاً ،والمعروف أن المفرد المضاف يكون للعموم ،فيشمل كل ما ثبت من قرين ،وعلى هذا فيكون{وقال قرينه} أي الملكان الموكلان به .فإذا قال قائل: أروني دليلاً أو شاهداً على أن المفرد يكون لأكثر من واحد .
قلنا: يقول الله - عز وجل -:{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} .وهل نعمة الله واحدة ؟لا ،لأن الله تعالى قال:{وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً} .لكن نعمة الله مفرد مضاف ،فتكون شاملة لكل نعمة .
ويمكن أن يقول قائل: إن قوله:{وقال قرينه} هو واحد من الملكين ،ولا شك أنه يجوز أن يتكلم واحد من الاثنين باسم الاثنين .
{كل كفار عنيد منع للخير معتد مريب الذي جعل مع الله إلهاً ءاخر} خمسة أوصاف:
{كفار} ،صيغة مبالغة ،فإما أن يقال إنه كان صيغة مبالغة ،لأن هذا الكافر قد فعل أنواعاً من الكفر ،فإذا جمعت الأنواع صارت كثيرة ،وقد يقال: إن هذه الصيغة ليست صيغة مبالغة ،وإنما هي صيغة نسبة ،كما يقال: نجار ،وحداد ،وما أشبه ذلك ممن ينسب إلى هذه الحرفة ،فكفار ،أي: كافر ،لكنه قد تمكن الكفر في قلبه - والعياذ بالله - .
{عنيد} أي: معاند للحق ،لا يقبل مهما عرض له الحق بصورة شيقة بينة واضحة لا يقبل .