انتقال من خطاب النفس إلى خطاب الملكين الموكليْن السائق والشهيد .والكلام مقول قول محذوف .والجملة استئناف ابتدائي انتقال من خطاب فريق إلى خطاب فريق آخر ،وصيغة المثنى في قوله:{ ألْقِيا} تجوز أن تكون مستعملة في أصلِها فيكون الخطاب للسائق والشهيد .ويجوز أن تكون مستعملة في خطاب الواحد وهو الملك الموكّل بجهنّم وخُوطب بصيغةِ المثنّى جريْا على طريقة مستعملة في الخطاب جرت على ألسنتهم لأنهم يكثر فيهم أن يرافق السائرَ رفيقان ،وهي طريقة مشهورة ،كما قال امرؤ القيس:
قفا نبك من ذكرَى حبيب ومنزل ***
وقولهم: يا خليلَيَّ ،ويا صاحبَيّ .والمبرد يرى أن تثنية الفاعل نُزلت منزلة تثنية الفعل لاتحادهما كأنه قيل: ألْققِ ألْققِ للتأكيد .وهذا أمر بأن يُعم الإلقاءُ في جهنم كلّ كفار عنيد ،فيعلم منه كلُّ حاضر في الحشر من هؤلاء أنه مَدفوع به إلى جهنم .
والكفَّار: القوي الكفر ،أي الشرك .
والعنيد: القوي العناد ،أي المكابرة والمدافعة للحق وهو يعلم أنه مبطل .