ثم قال الله تعالى:{أم يقولون شاعر} يعني بل أيقولون ،و( أم ) هذه تسمى عند المعربين منقطعة ،يعني لا عاطفة ،لأن ( أم ) تأتي عاطفة وتأتي منقطعة ،فهنا منقطعة ،والتقدير ( بل أيقولون شاعر ؟) والاستفهام هنا للتوبيخ والإنكار عليهم ،والشاعر هو الذي يأتي بكلام مقفى ويتضمن شعره أحياناً حكماً ،ولهذا جاء في الحديث: «إن من البيان لسحراً »«وإن من الشعر لحكمة »فيقولون: محمد شاعر{نتربص به} أي ننتظر به{ريب المنون} أي: حوادث الدهر وقوارعه ،فيهلك كما هلك الشعراء من قبله ،ولا يكون له أثر ،فانظر - والعياذ بالله - كيف يترقبون موت الرسول عليه الصلاة والسلام يقولون: هذا شاعر من جنس الشعراء يهلك وينتهي أمره ،وقوله:{ريب المنون} ،قيل: إن المنون هو الدهر ،وقيل: إن المنون هو الموت ،وهما متلازمان ،والمراد بذلك حوادث الدهر المهلكة المبيدة .