والذي في هذه الصحف قال:{ألا تزر وازرة وزر أخرى} هذه بيان ما في صحف إبراهيم وموسى{ألا تزر وازرة وزر أخرى} أي: لا تحمل إثم{وزر أخرى} أي: أن الإنسان لا يحمل ذنب غيره ،إلا أنه يستثنى من ذلك ،إذا كان صاحب سنة آثمة فإن عليه وزرها ،ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ،ولكن الحقيقة أن هذا لا يتحمل وزر غيره ،لأن غيره قد وزر وأثم ،لكن هو تحمل إثم السنة السيئة والبدء بالشر ،فيكون حقيقة أنه لم يوزر وزر غيره ولكنه وزر بوزر نفسه{ألا تزر وازرة وزر أخرى} وقد كذَّب الله تعالى قول الذين كفروا للذين آمنوا{اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم} فقال الله تعالى:{وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون} حتى لو قال لك القائل: افعل هذا الذنب والإثم عليَّ فإنه لا يتمكن من هذا ،ولا يمكن ،فإن فعل هذا ،وقيل له: الإثم عليَّ فالإثم على الفاعل ،ثم إن كان الفاعل ممن يغتر بالقول ولا يفهم ،فعلى القائل إثم التغرير ،أي أنه غرر وخدع