{إن في ذلك لعبرة لمن يخشى}{إن في ذلك} أي فيما جرى من إرسال موسى إلى فرعون ومحاورته إياه واستهتار فرعون به واستكباره عن الانقياد له عبرة ،{لمن يخشى} أي يخشى الله عز وجل ،فمن كان عنده خشية من الله وتدبر ما حصل لموسى مع فرعون والنتيجة التي كانت لهذا ولهذا فإنه يعتبر ويأخذ من ذلك عبرة ،والعبر في قصة موسى كثيرة ولو أن أحداً انتدب لجمع القصة من الايات في كل سورة ثم يستنتج ما حصل في هذه القصة من العبر لكان جيداً ،يعني يأتي بالقصة كلها في كل الايات ،لأن السور في بعضها شيء ليس في البعض الاخر ،فإذا جمعها وقال مثلاً يؤخذ من هذه القصة العظيمة العبر التالية ثم يسردها ،كيف أرسله الله عز وجل إلى فرعون ؟كيف قال لهما{فقولا له قولاً ليناً} [ طه: 44] .مع أنه مستكبر خبيث ؟وكيف كانت النتيجة ؟وكيف كان موسى عليه الصلاة والسلام خرج من مصر خائفاً على نفسه يترقب كما خرج الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة يترقب ،وصارت العاقبة للرسول عليه الصلاة والسلام ولموسى عليه الصلاة والسلام ،لكن العاقبة للرسول صلى الله عليه وسلّم بفعله وأصحابه ،عذب الله أعداءهم بأيديهم ،وعاقبة موسى بفعل الله عز وجل ،فهي عبر يعتبر بها الإنسان يصلح بها نفسه وقلبه حتى يتبين الأمر .