{يوم يقوم الناس لرب العالمين} يعني هذا اليوم العظيم هو{يوم يقوم الناس لرب العالمين} يقومون من قبورهم حفاة ليس لهم نعال ولا خفاف ،عراة ليس عليهم ثياب لا قُمص ولا سراويل ولا أزر ولا أردية ،غرلاً أي غير مختونين بمعنى أن القلفة التي تقطع في الختان تعود يوم القيامة مع صاحبها كما قال الله تعالى:{كما بدأنا أول خلق نعيده} [ الأنبياء: 104] .ويعيده الله عز وجل لبيان كمال قدرته تعالى ،وأنه يعيد الخلق كما بدأهم ،والقلفة إنما قطعت في الدنيا من أجل النزاهة عن الأقذار ؛لأنها إن بقيت فإنه ينحبس فيها شيء من البول وتكون عرضة للتلويث ،لكن هذا في الاخرة لا حاجة إليه ؛لأن الاخرة ليست دار تكليف بل هي دار جزاء إلا أن الله سبحانه وتعالى قد يكلف فيها امتحاناً كما قال تعالى:{يوم يكشف عن ساق ويُدعون إلى السجود فلا يستطيعون .خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} [ القلم:: 43] .فالناس يقومون على هذا الوصف حفاة ،عراة ،غرلاً ،وفي بعض الأحاديث بُهماً قال العلماء: البهم يعني الذين لا مال معهم ،ففي يوم القيامة لا مال يفدي به الإنسان نفسه من العذاب في يوم القيامة ،ليس هناك ابن يجزي عن أبيه شيئاً ،ولا أب يجزي عن ابنه شيئاً ،ولا صاحبة ولا قبيلة كلٌّ يقول نفسي نفسي .{لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه} [ عبس: 37] .نسأل الله تعالى أن يعيننا على أهواله وأن ييسره علينا .
قال تعالى:{لرب العالمين} وهو الله جل وعلا ،وفي هذا اليوم تتلاشى جميع الأملاك إلا ملك رب العالمين جل وعلا ،قال الله تعالى:{يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيئاً .لمن الملك اليوم لله الواحد القهار .اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب} [ غافر: 1617] .