و{ يوم يقوم الناس لرب العالمين} بدل من « يوم عظيم » بدلاً مطابقاً وفتحته فتحة بناء مثل ما تقدم في قوله تعالى:{ يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً} في سورة الانفطار ( 19 ) على قراءة الجمهور ذلك بالفتح .
ومعنى{ يقوم الناس} أنهم يكونون قياماً ،فالتعبير بالمضارع لاستحضار الحالة .
واللام في{ لرب العالمين} للأجل ،أي لأجل ربوبيته وتلقي حكمه .
والتعبير عن الله تعالى بوصف « رب العالمين » لاستحضار عظمته بأنه مالك أصناف المخلوقات .
واللام في{ العالمين} للاستغراق كما تقدم في سورة الفاتحة .
قال في « الكشاف » « وفي هذا الإِنكار ،والتعجيب ،وكلمة الظن ،ووصف اليوم بالعظيم ،وقيام الناس فيه لله خاضعين ،ووصف ذاته ب« رب العالمين » بيان بليغ لعظيم الذنب وتفاقم الإِثم في التطفيف وفيما كان مثل حالهِ من الحيف وترك القيام بالقسط والعمل على السوية » اه .
ولما كان الحامل لهم على التطفيف احتقارهم أهل الجَلب من أهل البوادي فلا يقيمون لهم ما هو شعار العدل والمساواة ،كان التطفيف لذلك منبئاً عن إثم احتقار الحقوق ،وذلك قد صار خلقاً لهم حتى تخلقوا بمكابرة دعاة الحق ،وقد أشار إلى هذا التنويه به قوله تعالى:{ والسماء رفعها ووضع الميزان أن لا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان}[ الرحمن: 7 9] وقولُه حكاية عن شعيب:{ وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين}[ الشعراء: 182 ،183] .