{ يوم يقوم الناس لرب العالمين} أي لأمره وقضائه فيهم بما يستحقون في موقف يغشى المجرم فيه من الهول ما يود الافتداء بكل مستطاع وفي تأويل الويل للمطففين بما ذكر في هاتين الآيتين مبالغات في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه ووجه ذلك كما لخصه بالعظمة وإبدال{ يوم القيامة} منه فإنه يدل على استعظام ما استحقروه والحكمة اقتضت أن لا تهمل مثقال ذرة من خير وشر .
وعنوان{ رب العالمين} للمالكية والتربية الدالة على أنه لا يفوته ظالم قوي ولا يترك حق مظلوم ضعيف وفي تعظيم أمر التطفيف إيماء على العدل وميزانه وأن من لا يهمل مثل هذا كيف يهمل تعطيل قانون عدله في عباده ؟ وناهيك بصفات الكفرة فتأمل هذا المقام ففيه ما تتحير فيه الأوهام .