{كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}{كلا} إذا وردت في القرآن لها معانٍ حسب السياق ،قد تكون حرف ردع وزجر ،وقد تكون بمعنى حقًّا ،وقد يكون لها معانٍ أخرى يعينها السياق ؛لأن الكلمات في اللغة العربية ليس لها معنى ذاتي لا تتجاوزه ،بل كثير من الكلمات العربية لها معانٍ تختلف بحسب سياق الكلام ،في هذه الاية يقول الله عز وجل:{كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} فتحتمل أن تكون بمعنى حقًّا إن كتاب الفجار لفي سجين ،أو تكون بمعنى: الردع عن التكذيب بيوم الدين ،وعلى كل حال فبين الله تعالى في هذه الاية الكريمة أن كتاب الفجار في سجين ،والسجين قال العلماء: إنه مأخوذ من السجن وهو الضيق ،أي في مكان ضيق ،وهذا المكان الضيق هو نار جهنموالعياذ باللهكما قال الله تبارك وتعالى:{وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين دعوا هنالك ثبوراً .لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً} [ الفرقان 13 ،14] .وجاء في حديث البراء بن عازب الطويل المشهور في قصة المحتضر وما يكون بعد الموت أن الله سبحانه وتعالى يقول: «اكتبوا كتاب عبدي في السجين يعنيالكافرفي الأرض السابعة السفلى » فسجين هو أسفل ما يكون من الأرض الذي هو مقر النار نعوذ بالله منها فهذا الكتاب في سجين ثم عظم الله عز وجل هذا السجين بقوله::{وما أدراك ما سجين}