{الذين كفروا} يشمل كل من كفر بالله ورسوله سواء كان من المشركين ،أو من اليهود ،أو النصارى أو غيرهم ؛وذلك لأن اليهود والنصارى الان وبعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلّم ليسوا على دين ولا تنفعهم أديانهم لأنهأي النبي صلى الله عليه وسلّمخاتم الأنبياء فمن لم يؤمن به فليس على شيء من دينه ،بل إن من لم يؤمن برسول واحد من الرسل فهو كافر بجميع الرسل ،فمثلاً من لم يؤمن بنوح أنه رسول ولو آمن بغيره من الأنبياء فإنه مكذب لغيره من الرسل ،فإذا ادعت اليهود أنهم على دين وأنهم يتبعون التوراة التي جاء بها موسى نقول لهم: أنتم كافرون بموسى كافرون بالتوراة ،وإذا ادعت النصارى الذين يسمون أنفسهم اليوم ( بالمسيحيين ) أنهم مؤمنون بعيسى قلنا لهم: كذبتم أنتم كافرون بعيسى ؛لأنكم كافرون بمحمد عليه الصلاة والسلام ،والعجب أن هؤلاء اليهود والنصارى يكفرون بمحمد عليه الصلاة والسلام مع أنهم يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ،يأمرهم بالمعروف ،وينهاهم عن المنكر ،ويحل لهم الطيبات ،ويحرم عليهم الخبائث ،ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ،يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ،لكن العناد والكبرياء والحسد منعهم أن يؤمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام{ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق} [ البقرة: 109] .فالحاصل أن قوله تعالى:{بل الذين كفروا} يشمل كل من كفر بمحمد حتى من اليهود والنصارى ،ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي من هذه الأمة يعني أمة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار » ،كل الكفار في تكذيب وقال{في تكذيب} فجعل التكذيب كالظرف لهم يعني أنه محيط بهم من كل جانب{والله من ورائهم محيط} يعني أن الله تعالى محيط بهم من كل جانب لا يشذون عنه لا عن علمه ولا سلطانه ولا عقابه ،ولكنه عز وجل قد يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .{بل هو قرآن مجيد .في لوح محفوظ}