ثم قال تعالى:{إنه على رجعه لقادر}{إنه} أي الله عز وجل .{على رجعه} أي على رجع الإنسان{لقادر} وذلك يوم القيامة لقوله{يوم تبلى السرائر} فالذي قدر على أن يخلق الإنسان من هذا الماء الدافق المهين ،قادر على أن يعيده يوم القيامة ،وهذا من باب الاستدلال بالمحسوس على المنظور المترقب ،وهو قياس عقلي ،فإن الإنسان بعقله يقول إذا كان الله قادراً على أن يخلق الإنسان من هذا الماء المهين ويحييه قادر على أن يعيده مرة ثانية{وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه} [ الروم: 27] .ولهذا يستدل الله عز وجل بالمبدأ على المعاد لأنه قياس جلي واضح ،ينتقل العقل من هذا إلى هذا بسرعة وبدون كلفة ،