استئناف بياني ناشىء عن قوله:{ فلينظر الإنسان مم خلق}[ الطارق: 5] لأن السامع يتساءل عن المقصد من هذا الأمر بالنظر في أصل الخلقة ،وإذ قد كان ذلك النظر نظر استدلال فهذا الاستئناف البياني له يتنزل منزلة نتيجة الدليل ،فصار المعنى: أن الذي خلق الإنسان من ماء دافق قادر على إعادة خلقه بأسباب أخرى وبذلك يتقرر إمكان إعادة الخلق ويزول ما زعمه المشركون من استحالة تلك الإِعادة .
وضمير{ إنه} عائد إلى الله تعالى وإن لم يسبق ذكر لمعاد ولكنّ بناءَ الفعل للمجهول في قوله:{ خلق من ماء دافق}[ الطارق: 6] يؤذن بأن الخالق معروف لا يُحتاج إلى ذكر اسمه ،وأسند الرَّجع إلى ضميره دون سلوك طريقة البناء للمجهول كما في قوله:{ خلق} لأن المقام مقام إيضاح وتصريح بأن الله هو فاعل ذلك .
وضمير{ رجعه} عائد إلى{ الإنسان}[ الطارق: 5] .
والرجع: مصدر رَجَعَه المتعدّي .ولا يقال في مصدر رجَع القاصر إلا الرجوع .