{إن إلينا إيابهم} أي مرجعهم ،فالرجوع إلى الله مهما فر الإنسان فإنه راجع إلى ربه عز وجل لو طالت به الحياة راجع إلى الله ،ولهذا قال تعالى:{يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه} [ الانشقاق: 6] .فاستعد يا أخي لهذه الملاقاة لأنك سوف تلاقي ربك ،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمانمباشرة بدون مترجم يكلمه الله يوم القيامةفينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ،وينظر أشأم منهيعني على اليسارفلا يرى إلا ما قدم ،وينظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ،فاتقوا النار ولو بشق تمرة » ،كلنا سيخلو به ربه عز وجل يوم القيامة ويقرره بذنوبه ،يقول: فعلت كذا في يوم كذا ،حتى يقر ويعترف ،فإذا أقر واعترف قال الله تعالى: «قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم » ،وكم من ذنوب سترها الله عز وجل ،كم من ذنوب اقترفناها لم يعلم بها أحد ولكن الله تعالى علم بها ،فموقفنا من هذه الذنوب أن نستغفر الله عز وجل ،وأن نكثر من الأعمال الصالحة المكفرة للسيئات حتى نلقى الله عز وجل ونحن على ما يرضيه سبحانه وتعالى .