{فألهمها} أي الله عز وجل ألهم هذه النفوس{فجورها وتقواها} بدأ بالفجور قبل التقوى مع أن التقوى لا شك أفضل ،قالوا: مراعاة لفواصل الايات .{فجورها وتقواها} الفجور هو ما يقابل التقوى ،والتقوى طاعة الله ،فالفجور معصية الله ،فكل عاص فهو فاجر .وإن كان الفاجر خصَّ عرفاً بأنه من ليس بعفيف ،لكن هو شرعاً يعم كل من خرج عن طاعة الله كما قال تعالى:{كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} [ المطففين: 7] . والمراد الكفار .وألهامها تقواها هو الموافق للفطرة ؛لأن الفجور خارج عن الفطرة ،لكن قد يلهمه الله بعض النفوس لانحرافها لقوله تعالى:{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [ الصف: 5] .والله تعالى لا يظلم أحدًا ،لكن من علم منه أنه لا يريد الحق أزاغ الله قلبه .