/ت1
تعليق على مدى الآية
{لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك}
ولقد روى البغوي عن ابن عباس في صدد جملة{لتنذر قوما ما أتاهم من نذير}أنها تعني الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام .وقال الطبري: إنها تعني قريشا الذين لم يأتهم رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم .وهذا القول أكثر وجاهة فيما يتبادر لنا .وتاريخ قريش لا يرتقي إلى أكثر من بضع مائة سنة على ما شرحناه في سياق سورة قريش فلا تناقض بين هذا القول ورسالات الأنبياء من عيسى وما قبله .
وقد يرد أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن لقريش فقط .وأن هناك روايات عن نبيين عربيين بعثا بعد عيسى .وهما حنظلة بن صفوان نبي الرس الذي تدل فصاحة اسمه على أنه ليس بعيدا كثيرا عن زمن النبي صلى الله عليه وسلم والذي ذكرنا خبره في سياق سورة ( ق ) وخالد بن سنان العبسي{[1635]} ولسنا نرى هذا ناقضا لقول الطبري حتى في حالة صحة الروايات .فقريش كانوا وظلوا في الدرجة الأولى هم الذين يوجه إليهم الخطاب في معظم ظروف العهد المكي النبوي برغم ما في القرآن المكي من إشارات إلى عموم الرسالة النبوية وشمولها حيث كان هذا هو المتسق مع الحالة الراهنة .وهذا ما انطوى في الآية{وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها} [ الشورى: 7] والآية [ 92] المماثلة في سورة الأنعام على ما نبهنا عليه في سياق تفسير السورتين .