1 الدنيا: هنا بمعنى القريبة أو المواجهة للناس .
{ولقد زينا السماء الدنيا 1 بمصابيح وجعلنها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ( 5 )}[ 5] .
الآية معطوفة على الآيات السابقة ومتصلة بموضوعها: فقد زين الله السماء التي يراها الناس بمصابيح ،وجعل من هذه المصابيح في الوقت نفسه رجوما للشياطين ،الذين أعد الله لهم عذاب السعير في الآخرة أيضا .
ورجم الشياطين من السماء بالشهب قد تكرر ذكره ،وعلقنا على ذاتية الموضوع في سياق تفسير سورة الجن بما يغني عن الإعادة .وإذا كان من شي يحسن أن يقال هنا ،هو أن من الممكن أن يستلهم من الآيتين وما قبلهما وما بعدهما ،قصد تقرير كون الله عز وجل بالمرصاد لكل من يجرؤ على حدوده ،ويقف منه موقف المتمرد مهما خيل للناس أنه قوي شديد كشياطين الجن مثلا ،الذين لهم في أذهان السامعين صورة ضخمة مفزعة .أما تزيين الدنيا بالمصابيح ،فهو تعبير متكرر ومتسق مع شعور الناس على اختلاف طبقاتهم ،بما تقع عليه أنظارهم من مشاهد السماء ونجومها وشهبها ،وبما في أذهانهم من ذلك بسبيل العظة والتنويه .ومن الواجب أن يبقى ذلك في هذا النطاق مثل سائر التعابير القرآنية المماثلة .ولقد تكرر في القرآن تقرير كون مصير الشياطين في الآخرة هو العذاب والنار ،مما مر منه أمثلة ،وعلقنا عليها بما يغني عن الإعادة .