{ وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون 121} .
المكانة الحال ، وما تمكنوا منه ، والأمر للتهديد ، كما تقول لمن يفعل الشر ، افعل ما يبدو لك ، وكما قال صلى الله عليه وسلم:"إن مما أدركه الناس من أقوال النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت"{[1328]} ، وكما في قوله تعالى:{. . . .اعملوا ما شئتم . . .40}( فصلت ) .
فالأمر للتهديد ، وعبر الله تعالى عن المشركين بقوله تعالى:{ للذين لا يؤمنون} بفعل المضارع ، أي ليس عن طبيعتهم ، وكيانهم أن يؤمنوا ، فالكافر الجاحد تنحل عقدة الإيمان في قلبه ، فلا ينعقد قلبه على إيمان ، بل هو جاحد مضطرب الفكر والنفس والقلب تأسره الأهواء المتنازعة ، ويسير مع أشدها انحرافا ، وأقواها استهواء{ اعملوا على مكانتكم} ، أي على حالكم التي أنتم عليها من الغي والضلال ، والاستكثار من الأموال ، والأهواء والشهوات ، وكل ما تمكنون منه من أهواء وشهوات ومفاسد ، وبين أن المؤمنين والنبي عاملون فقال:{ إنا عاملون} أي مستمرون في حالنا من إيمان ، وإذعان للحق ، وصبر على آذاكم والعاقبة ليست واحدة ، فأنتم إلى طريق النار ، وغضب الله ، ونحن إلى طريق رضا الله ، ولكم عبرة ممن مضوا ، وقد علمتم قصصهم ، ثم أكد- سبحانه وتعالى – التهديد ، والبشرى للمؤمنين ، فقال: