/م120
ثمّ تخاطب الآيات النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يواجه أعداءه الذين يؤذونه ويظهرون اللجاجة والعناد إِن واصل الطريق ( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إِنّا عاملون وانتظروا إِنّا منتظرون ) .
فستعلمون من الذي سينتصر ،انتظروا هزيمتنا كما تزعمون انتظاراً غير مُجد ،ونحن ننتظر العذاب من الله عليكم ،وهو ما ستذقونه من قِبَلنا أو من قِبَل الله مباشرةً .
وهذه التهديدات التي تذكر بصيغة الأمر تلاحظ في أماكن أُخرى من القرآن كقوله تعالى: ( اعملوا ما شئتم إِنّه بما تعملون بصير ){[1836]} .
ونقرأ في شأن الشيطان أيضاً ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأَجلب عليهم بخيلك ورجلك ){[1837]} .
وبديهي أنّه لا يراد بأيّة صيغة من صيغ الأمر هنا طلب الفعل ،بل جميعها جاءت للتهديد والتنديد .