{ قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم 98} ما فارق يعقوب نبي الله حنانه على أولاده جميعا ، وإن كان يخص يوسف وأخاه بفضل من المحبة لصغرهما ، وحاجتهما إلى العطف الأبوي ثم زادته غربة يوسف وجدا عليه ومحبة وشفقة ، ولذا لم يلمهم ، ولم يذكر ماضيهم معه ، ومع أخيه ، بل وعدهم وعدا مؤكدا بأنه سيستغفر لهم ف{ سوف} لتأكيد الاستغفار المستمر في المستقبل{ لكم} ، واللام لام الاختصاص ،{ إنه هو الغفور الرحيم} وأكد لهم الغفران بوصف الله تعالى بأنه الغفور ، أي الكثير المغفرة وصف للذات العلية ، وأن ذلك الغفران من رحمته ، والرحمة شأنه وصفته الدائمة .
كان يوسف عندما طلب أن يوضع القميص على وجه أبيه ليرتد بصيرا طلب أن يأتوهم بأهله أجمعين ليكونوا معه في عزة الحكم ، وإن الكريم عندنا يجتمع أهله بعزته متمتعين:أولاهما متعة العزة الحلال العادلة لنفسه ، ومتعة مشاركة أهله له في العزة والسلطان ؛ تلك هي الفطرة .
استجاب إخوته أو من جاءوا إليه منهم لرغبته ، وأتوا بأهله ، وفيهم الأبوان الكريمان ،