وإن ذلك شأن الإجرام في الحاضر والماضي يدخل بالاستهزاء في قلوب المجرمين ، ولذا قال تعالى:{ كذلك نسلكه في قلوب المجرمين ( 12 )} .
والسلك إدخال الشيء في غيره كإدخال الخيط في الإبرة ، والرمح في المطعون ، والسهم في الهدف ، والضمير في{ نسلكه} يعود إلى الضلال والتعصب والاستهزاء ، وهذا كله مفهوم من سياق الكلام ، ويصح أن يعود الضمير إليه على أنه معنى تضمنه القول ، والمؤدى على ذلك كذلك الذي كان من السابقين من الأمم الذين سبقوا قومك من الاستهزاء برسلهم ، والضلال والحماقة ، نسلكه وندخله في قلوب المجرمين من قومك ، وأظهر في موضع الإضمار ، لوصفهم بالإجرام متصل الحلقات بعضها آخذ بحجر بعض ، لا ينفصل عنه ، ولا ينفصم عنه .