وإذا كان يعلمهم جميعا ، فإن البعث لهم جميعا ، وسيحشرهم إليه جميعا ؛ ولذا قال تعالى:{ وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم ( 25 )} .
إن ربك خالقك ومربيك والقائم على شئون كل حي ، العليم بأدواره من يوم وجد حيا إلى أن يرمس ميتا ، فالتعبير ب{ ربك} تذكير بالتكوين واستمرار القيام على ما كون ومن كون ، والضمير{ هو} للدلالة على أنه هو الذي أنشأ وهو الذي يحشر ، فهو حجة على الإمكان ، وأن ذلك لا يستحيل ، لأنه أوجده أولا ، فهو يعيده ثانيا ، و{ يحشرهم} ، أي يجمعهم ، وعبر ب ( يحشرهم ) للدلالة على كثرتهم ولقائهم في وقت واحد ؛ لأن جمعهم كذلك في وقت واحد ، ويكونون أمام الله تعالى في يوم واحد هون يوم تقوم الساعة وإن ذلك من دواعي حكمته ، وعلمه الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ، ولا في السماء ؛ ولذا قال تعالى في مقام الآية الكريمة:{ إنه حكيم عليم} ، أي أن ذلك اقتضته حكمته . كما قال تعالى:{ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ( 115 )} [ المؤمنون] وهو عليم أين يكونون ، وعلى أي حال ، ولو كانوا حجارة أو حديدا فسيعيدهم ، إن عليم بكل شيء .