فإن لم تكن هذه يكون الأمر الآخر الذي ذكرته الآية التالية:
{ أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ( 91 )} .
أو تكون لك{ جنة} حديقة من نخيل وعنب تجري خلالها الأنهار لتكون ذات منظر بهيج ، والتفجير بالتضعيف يفيد كثرة الأنهار وأنها تجري من خلالها النخيل والكروم .
وإن هذين الطلبين أو أحدهما فيه تشبيه لحال النبي صلى الله عليه وسلم بحال موسى إذ ضرب عصاه ، فانفجر من الحجر اثنتا عشرة عينا فهم يطلبون معجزة كمعجزة موسى عليه السلام ، وقد علموها فهم يطلبون مثلها ، وقد جاءتهم الآيات بأقوى منها كشق القمر ، فقالوا سحر مستمر ، وأسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ففتنوا الناس في دينهم ، حتى ارتد من ارتد من ضعاف الإيمان ومرضى القلوب .
هذا الطلب الأول أو أحد مطالبهم ، وهو أولها:وهو ذو شعبتين إحداهما فجر ينبوع يسح بالماء طول الزمان ، الثانية:أن تكن حديقة من نخيل وعنب تجري خلالها الأنهار ، وهذه الشعبة يتضمن أن يكون غنيا له حدائق غناء تجري من تحتها الأنهار ليكون عظيما ، والعظمة عندهم بالمال الوفير والتنعم والترفه لأنهم حسيون لا يعرفون إلا الحس والمادة والنعيم المادي الحسي .