"لولا"يقول النحويون:إنها حرف امتناع لوجود ، والمعنى على هذا امتنع أن يكون العذاب ملازما للجريمة أي مقترنا بها في الوقوع كما كان بالنسبة للأمم السابقة أو لبعضها ، فإنها إذ كفرت بأنعم الله تعالى ، وكفرت بنبيها أنزل الله بها عقابه للزوم المسبب للسبب . امتنعت هذه الملازمة بين إثم الكفر وعقابه ، لوجود كلمة سبقت من ربك ، ولأجل مسمى حدده الله تعالى لحكمة ، وهو الحكيم العليم ، وتلك الكلمة التي وعد الله بها هي أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأن رسالته باقية ، وليس هؤلاء وحدهم المخاطبين ، بل من بعدهم أجيالهم وكان محمد صلى الله عليه وسلم يرجو أن يخرج من أصلابهم مجاهدين ، فكان منهم خالد بن الوليد ، ومن صلب أبي جهل عكرمة ، وقد جاهد في سبيل الله وحارب المرتدين ، هذه كلمة الله{ وأجل مسمى} معطوف على{ كلمة} ، واللزام الملازمة بملازمة العقاب لإثم الكفر ، واقترانه به اقتران المسبب بالسبب .