{وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى} أي لولا كلمة سبقت من ربك لكان الهلاك لزاماً على هذه الأمة التي عاندت الرسول وكفرت به ،ووقفت في وجه الدعوة إلى الله ،لأنهم يستحقون ذلك بأكثر مما كان يستحقه السابقون من الكفار ،ولكن الله سبحانه أراد بكلمة القضاء والحسم التي يقدر فيها الأمور أن يؤخر عذابهم ،كرامةً للدور الرسولي الذي يتمثل في شخصية النبي محمد( ص ) ،فلم يرد أن ينزل العذاب على الأمة مع وجوده فيها ،بل أراد للتجربة أن تمتد معه بالأسلوب العقلاني الذي يمنح الناس فرصة بعد فرصة لكي يفكروا ويعتبروا ويستخلصوا النتائج الحاسمة في أمر العقيدة ،لأن الفرق بين مرحلة الإسلام وبين مرحلة الأديان الآخرى ،هو أن الأديان الآخرى السابقة انطلقت لتلبية حاجة مرحلةٍ زمنيةٍ محدودة ،بينما انطلق الإسلام ليكون دين الحياة الذي يستمر إلى نهايتها .ولهذا كان العذاب يمثل الصدمة التي قد لا تتناسب مع الطبيعة الهادئة المنسجمة مع دور الإسلام في التعبئة الفكرية لمصلحة الإيمان .هذا بالإضافة إلى أن الله أراد للحياة في حركة الأمم في بقائها وفنائها أن تعيش في نطاق السنن الكونية التي تخضع لها الحياة في الأشخاص والأمكنة والأوضاع .