ولقد كان الله معه ، وعليما بحاله ، فقال له مطمئنا:{ لا تخف} ولذا قال تعالى:{ قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى 68} أي أذهب عنك الهواجس التي اعترتك من المفاجأة لأننا معك ، والعاقبة لك{ إنك أنت الأعلى} في هذه المبارزة ، وأفعل التفضيل ليس على بابه ، لأنهم لا علو عندهم ، وإنما المراد أنك أنت الغالب على فرعون وملئه ، وأنت المسيطر في الجولة ، ومعك سلاح الغلب والسلطان ، وهو المعجزة التي في يمينك ، ولذا قال له عز من قائل ينبهه إلى معجزته الأولى التي بجست الحجر وفلقت البحر ، وما كان غافلا ، بل إن الدهشة التي أوجس منها خيفة جعلته يحتاج إلى أن ينبهه الله تعالى فقال:
{ وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا}