سألوا إبراهيم عن نسبة الفعل إليه ، ولم يسألوه عن الفعل ومبرراته ، بل سألوه عن شخصه الفاعل ، لأن الفعل رأوه ، فلا حاجة إلى السؤال عن وقوعه ، لأنهم عاينوه ورأوه ، ولا عن مبرراته ، لأنهم لا يعلمون مبررا يسوغ تحطيمها ، وهي المقدسة المعبودة في زعمهم ، إنما كان السؤال عن الفاعل ، ولذا تقدم ضمير الخطاب ، لأن الاستفهام منصب عليه انصبابا ،{ أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} ، والسؤال يتضمن استفهاما وملاما واستنكارا للفعل ، ولذا قرن باسم خليل الله تعالى ، ففيه لوم شديد ، وفي ذكر الاسم نوع من تهويل فعله .
ولكن إبراهيم كان ثبتا صابرا مطمئنا قار النفس .