{ قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون} .
كانت غيرتهم على آلهتهم شديدة أصابتهم فعلة إبراهيم بحسرة ، ثم بلوعة ، ثم بحب النقمة والتحفز بها ، فاشتدت عزيمتهم على إنزال الأذى ، فاجتمعت جموعهم وقالوا:{ فأتوا به على أعين الناس} ، اعرضوه على الأعين ، لتركب صورته على عقولهم ، وفوق أعينهم ، وفي ذلك مجاز بتشبيه رؤيتهم المدققة المرددة كرتين بالشيء الذي ركب عليها لكيلا تنساه وتنزل في قلوبهم الحانقة الغاضبة{ لعلهم يشهدون} أي يحضرون ويشاهدوا جريمته في زعمهم ، وينزلوا به من العذاب جزاء المعتدي على فعله الأثيم في زعمهم ، وهو عين الحق عند الله ، جئ به ، وشاهدوه ، وقالوا له:
{ قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} .