وقد بين سبحانه وتعالى بعد ذلك أن الرسالة المحمدية مقصورة على الإنذار ، وليس عليه أن يؤمنوا ، فقال:
{ قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين 49} .
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ،{ قل} يا رسول الله تعالى حاسما لهم:{ يا أيها الناس} الخطاب للناس كافة ، وللمشركين من أهل مكة خاصة ،{ إنما أنا لكم نذير مبين} ،{ إنما} للقصر ، والقصر هنا لأنهم طلبوا استعجال العذاب ولضلالهم البعيد ، ولاستمكان الغفلة عن الحق في قلوبهم ، يقولون للنبي{. . . فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين 70} ( الأعراف ) ، فيقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأمر ربه:إن عملي فيكم ، ورسالتي إليكم ، أني نذير موضح مبين لكم الحق والشريعة ، والعذاب أمره إلى الله تعالى وحده ، وكذلك الثواب والعقاب إليه وحده ، وكل امرئ بما كسب رهين ، ولذا قال سبحانه:
{ فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم 50} .