أقروا بضلالهم ، ولكنهم حسبوا أنهم إن عادوا أصلحوا من أمرهم ، قالوا:
{ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ( 107 )} .
ابتدءوا متضرعين متقدمين في ندائهم بالربوبية الكالئة معترفين ( أخرجنا منها ) الضمير يعود إلى الجحيم ، على ألا يعودوا إلى ما كانوا عليه من كفر وفساد في الأرض ، وخروج عن كل جادة مستقيمة{ فَإِنْ عُدْنَا} ، أي إلى ما كنا عليه من شرك وعصيان ،{ فَإِنَّا ظَالِمُونَ} الفاء واقعة في جواب الشرط ، حكموا على أنفسهم بأنهم يكونون ظالمين ، أي يكون الظلم وصفا مستمرا لهم ، وكأنهم يومئون إلى أنهم لم يكونوا ظالمين من قبل ، أو كأنهم لم يعدوا الإعلام السابق عن طريق النبيين ليس معدودا في الإعلام ، وكأنه لا إعلام إلا بالعذاب ، وقال تعالى:{ ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه . . ( 28 )} [ الأنعام] .