أجابهم الله في ذلك بقوله:{ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ( 108 )} .
القائل كما يظهر من ثنايا القول هو الله جل جلاله ،{ اخسئوا} أي ابعدوا{ ولا تكلمون} ، ياء المتكلم محذوفة والمعنى "لا تكلموني"، وذلك لأن كلام الله تعالى منزلة من الرضا لا يصل إليها إلا الأبرار المتقون الذين يكلمهم الله وينظر إليهم ويزكيهم ، أما هؤلاء فهم مطرودون من رحمته محرومون من رضاه ، وذلك رد عنيف لطلبهم أن يخرجوا كأنهم يخدعون ربهم ، وحالهم في الدنيا كاشف ، وقد كانوا يتضرعون في الشديدة فإذا عادوا كأن لم يتضرعوا من قبل .