وقد التفت الله تعالى حكمه ، من بعد ذلك إلى نوح ومن معه مذكرا لهم بعد أن أغرق الكافرين ، فقال مخاطبا نوحا:
{ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 28 )} .
استويت ، أي تمكنت واقتعدت أنت ومن معك مقاعدكم ،{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} وإن ذلك يدل على أن قوم نوح قد ساوروه بالأذى وإرادة إهلاكه وقومه ، حتى أمر بأن يحمد الله تعالى على نجاته منهم وقد كانوا ظالمين ، وهذا كقوله تعالى:{ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 45 )} [ الأنعام] ، وهكذا أمر الله تعالى نوحا بأن يحمد الله تعالى إذا استوى كما قال في سورة هود:{ وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 41 )} [ هود] ، كما أمره سبحانه وتعالى أن يدعو الله في قابل أمره شاكرا حامدا