والصفة الثالثة:إيتاء الزكاة ، ولقد ذكر سبحانه هذه الصفة بقوله تعالى:{ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ( 4 )} .
المعروف في تعبير القرآن الكريم أنه يعبر عن الزكاة بقوله عز من قائل:{ ويؤتون الزكاة} ، وهو مناسب لمعناها ؛ لأن الزكاة عطاء ، وفضلها في إيتائها ، ولكن هنا عبر عنها ب ( فاعلون ) . قال الزمخشري في هذا لمن يعطى ، ومعنى من المعاني ينسب للمعطى على أنه فعلها ، فهو قد فعل الأمر المعنوي ، وهو أنه أخرج الزكاة راضيا بالعطاء ، ونقول إنه يرشح لهذا المعنى أن الآيات كلها تتجه إلى النواحي المعنوية ، لا إلى مجرد الأعمال الحسية ، والزكاة لها ناحيتها المعنوية ، وهو أن يدفعها طيبة نفسه ، راضية يحسبها مغنما ، ولا يعدها مغرما ، وهذا هو الخير فيها ، فإن الأمة تكون بخير ما عدت الزكاة مغنما ولم تعدها مغرما ، وأن المعطي لها يغنم من العطاء أكثر مما يعطيه المعطى له من مال .
وإن ذلك يكون أعلى درجات الإحساس بالتعاون الإنساني والاجتماعي والإسلامي .