وبعد أن ذكر سبحانه تتابع الرسل في أرض العرب ، أشار سبحانه إلى أنبياء بني إسرائيل ، وابتدأ بموسى وأخيه هارون اللذين أنقذ الله تعالى بني إسرائيل على أيديهما فقال:
{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ( 45 ) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ ( 46 )} .
العطف ب{ ثم} التي للتراخي لبعد الزمان وبعد المكان ، وللانتقال من قوم متشابهين إلى غيرهم ، ذكر الله تعالى رسالة موسى وهارون ، لأن الله تعالى استجاب لموسى عندما دعا ربه أن يجعل له وزيرا من أهله ، هارون ، وقد خاطبا معا فرعون ذا الأوتاد عندما لقياه .
أرسلهما الله تعالى بآياته ، وقد بلغت تسعا ،{ وسلطان مبين} أي بحجة باهرة ، فالسلطان في لغة القرآن يطلق على الحجة ، ولأن الحجة سلطان الداعي وقوته ، ولا قوة لمن لا حجة له ولو كان فرعون ، ووصف الله تعالى السلطان بأنه{ مبين} ، أي واضح بين من حيث الحجية ، إذ إنه غير قابل للنقض ، ومعلوم معروف ، لأنه غير قابل للإنكار .