وإن هؤلاء يتنكبون الصراط المستقيم ، ولذا قال تعالى:
{ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ( 74 )} .
يقال:نكب عنه أي:مال عنه وانحرف إلى غيره ، والصراط هو الصراط المستقيم ، وقد مالوا عنه إلى مثارات الشيطان ، فالصراط المستقيم صراط الله تعالى كما قال تعالت كلماته:{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( 153 )} [ الأنعام] .
وقد وصف الله سبحانه الذين لا يؤمنون بالآخرة بالميل عن طريق الحق ؛ وذلك لأن الذين لا يؤمنون بالآخرة ماديون لا يؤمنون إلا بالمادة ، والإنسان روح كماله في أن يؤمن بالغيب ، ولذلك كان من أوصاف المؤمنين:الإيمان بالغيب ، وإن الذين لا يؤمنون بالغيب يحسبون أن الحياة الدنيا هي كل شيء فتسلط عليها أهواؤهم وشهواتهم ، والشهوات مردية ، والأهواء فاتنة النفوس ، والذين لا يؤمنون بالآخرة يحسبون أنهم خلقوا عبثا ، وأنه لا جزاء لمن أحسن ، ولا عقاب على من يسيء ، كما قال تعالى:{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ( 115 )} .