وتستعرض الآية التالية النتيجة الطبيعيّة لهذا الموضوع ،فتقول: ( وإنّ الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ) .
كلمة «ناكب » مشتقّة من «النكب » و «النكوب » أي الانحراف عن الطريق .و «نكبت الدنيا » تقع في مقابل إقبال الدنيا ،وتعني إدبار الدنيا وإعراضها عن المرء .
ومن الواضح أنّ الصراط يقصد به هنا ما في الآية السابقة ،وبديهي أنّ الذي ينحرف عنه في الآخرة فمكانه النّار وبئس المصير ،لأنّ المرء يثاب في الآخرة على أعماله في هذه الدنيا .
وعدم إيمان المرء بالآخرة مرتبط بانحرافه عن طريق الحقّ الناجم عن عدم شعوره بالمسؤولية ،فقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ): «إنّ الله جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه ،فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنّهم عن الصراط لناكبون »{[2724]} .
/خ74