وبين الله تعالى بعد ذلك كمال سلطانه ، فقال:
{ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ( 42 )} .
الملك هو السلطان الكامل ، والله تعالى له السلطان على السموات والأرض وحده ؛ لأنه هو الذي خلقها ، وما فيها ومن فيها ، والنص الكريم يفيد الاختصاص بتقديم الجار والمجرور ، أي له وحده السلطان الكامل في الأرض والسماء فلا سلطان لوجود سواه ، فالمعبودات التي يعبدونها من أشخاص ، وأوثان وشمس ونار ، كل هذه لا سلطان لها ولا شفاعة ، بل السلطان لله وحده ، وإن هذا السلطان يعلمه المؤمنون ، وسيراه رأي العيان الكافرون ، ولذا قال تعالى:{ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} ، أي المآل والنهاية . وتقديم الجار والمجرور أيضا يفيد القصر أي يصيرون إليه ، لا إلى أحد سواه ، وعندئذ يلقاهم بأعمالهم والجزاء عليها .