وقد نص الله تعالى على حكم الأطفال الذين بلغوا الحلم:
{ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} .
هذه حال الأطفال الذين يبلغون الحلم ، وإنهم إذا بلغوا الحلم صاروا رجالا ، وتسميتهم أطفالا باعتبار ما كان ، كاليتامى في قوله تعالى:{ وآتوا اليتامى أموالهم . . . ( 2 )} [ النساء] وكان تسميتهم أطفالا في داخل الأسرة ، لأنهم كانوا يعاملون معاملة الأطفال ، حتى طرأت هذه الحال ، والرجال لا يعدون من الطوافين ، ولكن يعدون من الداخلين على البيت الذين يجب عليهم الاستئذان قبل الدخول ، ولو كانوا داخلين على آبائهم وأمهاتهم ، حتى أوجب النبي على الرجل أن يستأذن على أمه بالنص منه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فإن الاستئذان يطلب من الرجال على كل حال ، وقال الزهري المحدث:يستأذن الرجل على أمه ، وذلك لأن الرجال ليسوا من الذين يلازمون البيت ، ويكونون من الطوافين ؛ لأن هذا إنما يكون للمتخصصين للبيوت لخدمتها ، والقيام بواجبات كالمملوكين .