لقد ذكرهم سبحانه بسلطانه في السموات والأرض ، وأن المآل إليه فقال:
{ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( 64 )} .
أكد الله سبحانه وتعالى ملكيته لكل ما في السموات من نجوم وكواكب ، وبروج مشيدة ، وغيرها ، وما في الأرض من إنس وجن ، وجبال ووهاد ، وما في باطنها من معادن جامدة وسائلة ، وفلزات ، وما فيها من بحار ، فيها أحياء تثير العجب من إبداع الخلق والتكوين .
وكان الله تعالى يملكها ملكية مطلقة ، لأنه خالقها ، ومبدعها ، وهو يعلم كل ما خلق{ ألا يعلم من خلق . . . ( 14 )} [ الملك] .
{ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ} "قد"للتحقيق والتأكيد كما هي في القرآن دائما ، وهذا فيه تبشير وترهيب ، فهو يعلم ما أنتم عليه من خير وشر ، وما تعتزمون ، وما تعلنون به ، فلا تخفى عليه خافية من أموركم ، وهو مجازيكم بما يعلم وما تعملون .
{ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا} .
الفاء في قوله تعالى كفاء جواب الشرط ، وكفاء الصلة ، ويوم يرجعون ينبئهم التنبئ والإخبار بالشئون الخطيرة ، وأي خطر أعظم من حساب يوم القيامة عما عملوا في الدنيا وجزائهم عليه من نعيم أو جحيم .
والتنبئ بما عملوا ، جعله حاضرا بين أيديهم ، ويجزون عليه جزاء وفاقا ، وختم الله تعالى الآية بقوله تعالى:{ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .