ولكن موسى كليم الله لم يرعه ذلك ، ولم يرهبه ، بل أخذ يدير القول إلى الحجة والبرهان فقال لفرعون:{ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ( 30 )} .
كان فرعون رجلا يؤمن بالأمر المحسوس ، فجاراه موسى عليه السلام فيما يؤمن فقال ما قال:{ أو لو جئتك} الواو عاطفة على فعل محذوف تقديره يناسب المقام ، وكأن سياق القول أتسجنني ، ولو جئتك بشيء مبين ، أي بحجة واضحة مبينة لرسالتي ، ولبطلان ألوهيتك وعجزك ، والشيء هو المعجزة الكبرى التي جاء بها موسى في ضمن تسع آيات بينات ، وعبر بشيء في هذا المقام لأن العصا ، وما معها شيء ، ولتقريب القول إلى فرعون ، ولتكون الحجة نتيجة لما يقاوله ويبطل قوله .